انوار الفقاهه - کتاب المساقاه

اشارة

نام کتاب: أنوار الفقاهة- کتاب المساقاة موضوع: فقه استدلالی نویسنده: نجفی، کاشف الغطاء، حسن بن جعفر بن خضر تاریخ وفات مؤلف: 1262 ه ق زبان: عربی قطع: وزیری تعداد جلد: 1 ناشر: مؤسسه کاشف الغطاء تاریخ نشر: 1422 ه ق نوبت چاپ: اول مکان چاپ: نجف اشرف- عراق

ص: 1

اشارة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ و به نستعین

کتاب المساقاة

و هی مفاعلة من السقی و تتحقق فیها المشارکة باعتبار صدور الفعل من أحدهما و الطلب من الأخر تنزیلًا للطلب منزلة الفعل و اشتهرت صیغة المساقاة دون باقی أعمال العامل لأنها الرکن الأعظم من أعمال العامل الذی یستحق بسببه العوض سیما فی بلد الحجاز و شبهه و حقیقتها شرعاً بناءً علی کونها لها حقیقة شرعیة أو علی لسان المتشرعة کما هو الأقرب لعدم تداول هذا اللفظ فی الأخبار الخاصة المعاملة علی الأصول الثابتة بحصة من ثمرتها فیملک صاحب الأصول علی العامل العمل و یملک العامل علیه أن یعمل و یملک الحصة بعد ظهورها و یملک أن قبله یملک أو العقد الدال علی ذلک أو مشترکاً بینهما و یخرج بالأصول المعاملة علی الأرض أو المال و یخرج بالثابتة ما لم ینبت أو نبت و لا یثبت عادة کالخضراوات و البقول و بالحصة من ثمرتها الإجارة لذلک بشی ء معلوم و یتولی ایجابها العامل و قبولها مالک الأصول و العکس لا بأس به علی الظاهر و مشروعیتها ثابتة بالإجماع و عمومات الکتاب و السنة و خصوص الأخبار الخاصة الواردة فی إعطاء رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) خیبر بالنصف أرضها و نخلها و صحیح یعقوب بن شعیب عن رجل یعطی الرجل أرضه و فیها الرمان و النخل و الفاکهة و یقول اسق هذه من الماء و أعمره و لک نصف ما خرج قال لا بأس إلی غیر ذلک و تفتقر إلی صیغة لفظیة صریحة فی الإیجاب و القبول علی وجه الحقیقة أو المجاز المشهور أو غیر المشهور أو المشترک اللفظی أو المعنوی مع القرینة المعینة و یشترط فی غیر المجاز المشهور کونه متداولًا غیر منکور فی الاستعمال فلا یصح بلفظ الإجارة لبعدها عن الاستعمال فی المساقاة مع احتمال جواز ذلک لتقارب معناها و وجود العلاقة و لا بد من فعلیة الصیغة و ماضویتها و قصد الإنشاء فیها و ترتیبها و عدم الفصل الطویل بین إیجابها و قبولها و عربیتها للعربی مع الإمکان و ما ورد مما ظاهره جواز وقوع الإیجاب

[فی معنی المساقاة]

ص: 2

بفعل الأمر محمول علی أنه من الکلام المتقدم علی صدور الصیغة لا أنه هو الصیغة نفسها و تکفی للأخرس الإشارة و کذا غیره ممن لا یمکنه النطق و الأحوط التوکیل و اکتفی بعضهم بالقبول الفعلی و هو بعید و یصح الإیجاب بلفظ ساقیتک و هو الصریح بوضعه و فی صحتها مع عدم انضمام عمل السقی إلی الأعمال الأخری إشکال و الظاهر جواز استعمالها فیما یسقی من الأرض أو من السماء و یصح بلفظ عاملتک و عقدت معک عقد المساقاة و سلمت إلیک هذه الأصول و نحو ذلک و لکن یشترط انضمام القرینة المعینة و یصح القبول بکل لفظ یدل علی ذلک صریحاً کقبلت و رضیت و کنایة کتسلمت و قبضت و أخذت و عقدها من العقود اللازمة للأصل و الإجماع فلا ینفسخ إلا بالتقایل أو أحد أسباب الانفساخ و لا تنفسخ بموت أحدهما کما سیجی ء أن شاء الله و یصح فیها اشتراط الخیار و یقع فیها خیار الغبن و العیب و الوصف و یلزم فیها الشرط السائغ و یجبر المشروط علیه و یتسلط المشروط علی الخیار فإن فسخ قبل ظهور الثمرة فلا شی ء للعامل فی وجه قوی و یحتمل أن له أجرة المثل و أن فسخ بعد الظهور احتمل عود الحصة إلی مالک الأصول و للعامل حینئذٍ أجرة المثل و احتمل بقاء ملکه لها فیکون شریکاً و یشترط فی المتعاقدین ما یشترط فیهما فی العقود اللازمة من البلوغ و العقل و الرشد و یشترط فی العوضین القدرة علی التسلیم و کونهما مما یتمول و کونهما مما لم یکن حراماً عمله أو العمل به و کونهما مملوکین بالأصالة أو بالولایة أو بالفضولیة مع الإجارة و یشترط تخییر عقدها فلا یصح فیه التعلیق و کونه معیناً و کون العوضین معینین فلا یصح التردید بین اصلین أو بین عملین أو بین اصلین و عملین علی تقدیرین أو ردد بین الحصتین علی تقدیرین کما یقول أن سقیته سیحاً فلک النصف و أن سقیته بالنواضح فثلثان و قیاسه علی الإجارة باطل لبطلان القیاس علیه

و هنا أمور:

أحدها موت أحد المتعاقدین أو کلاهما:

إذا مات أحد المتعاقدین أو کلاهما لم تبطل المساقاة خلافاً لمن أبطلها بذلک قیاساً علی الإجارة و هو مما لا نقول به فی المقیس علیه و یرده الإجماع بقسمیه و عموم

ص: 3

الأدلة إذا اشترط المالک علی العامل العمل بنفسه فإنه ینفسخ بموته قطعاً فإن کان قبل ظهور الثمرة فلا شی ء لورثته و احتمال ثبوت الأجرة قوی جداً و ان کان بعد ظهور الثمرة صار ورثة العامل شرکاء للمالک لثبوت ملک العامل للحصة و الأصل بقاؤها و احتمال أن ملک العامل مشروط استقراره بتمام العمل فما لم یتم العمل ینفسخ ملک العامل بعید عن القواعد و عن ظاهر الفتاوی و ان مات المالک بقی العامل علی عمله و أن مات العامل و لم تشترط علیه المباشرة أخذ من ترکته ما یستأجر به لإتمام العمل و یتولی ذلک الحاکم أن لم یکن له وصی أو یأخذ حصته من حصته یتساقی علیها شخص أخر بناءً علی جواز المساقاة لإتمام عمل العامل و أن لم یتمکن من الحاکم استأجرت شخصاً بنیة الرجوع علی ماله و یقدم إخراج ذلک علی حق الوارث و لو لم یتمکن المالک من الرجوع إلی الترکة کان له الخیار فی الفسخ فإن فسخ قبل ظهور شی ء لم یکن لورثة العامل مع احتمال أن لهم أجرة مثل عمل مورثهم و أن کان بعده احتمل کون الفسخ من أصله فلهم أجرة المثل و احتمل کونه من حینه فهم شرکاء و الأظهر أن للمالک الاتفاق علی تمام العمل و الرجوع علی الحصة بعد ذلک و لیس للمالک جبر الورثة علی إتمام عمل مورثهم لأن الورثة یرث ما للمیت ما کان علیه نعم له حق فی ماله فیتبعه حیث کان و لو مات العامل المشروط علیه المباشرة بنفسه فی أثناء المدة و قد ظهر بعض الثمرة دون بعض انفسخ العقد قطعاً و سقط من حصة العامل قدر مثل أجرة الباقی و یحتمل النظر فی القدر الباقی و نسبته إلی مجموع الباقی العمل باعتبار الکم و النفع و إسقاط بعض من الحصة نسبته إلیها کنسبة الفائت من العمل إلی مجموع العمل.

ثانیها المساقاة علی خلاف الأصل:

المساقاة علی خلاف الأصل لاشتمالها علی نقل حصة صاحب الأصل و الأصل تبعیة النماء له و لاشتمالها علی الجهالة فی الحصة و الغرر و احتمال ظهورها و عدمه و أیضاً غرر و ضرر فلا نحکم بصحة ما شککنا فی جواز المساقاة علیه و عدمه إلا بدلیل من إطلاق أو عموم و لیس فی أخبار المساقاة إطلاق و عموم مشتمل کل فرد مشکوک

ص: 4

به و عمومات أوفوا بالعقود و تجارة عن تراض و المؤمنون عند شروطهم و الناس مسلطون علی أموالهم لا یصح التمسک بها فی الفرد المشکوک به من دون أن ینضم إلیها قرینة أخری من شهرة أو إجماع منقول أو قاعدة تقوی دلالتها علیه لصیرورة هذه العمومات مجملة أو کالمجملة و علی ما ذکرناه فالقدر المتیقن من دلیل المساقاة المساقاة علی الأصول عرفاً فلا تصح علی زرع أو نوی تمر و کونها ثابتة فی الأرض فلا تصح علی ورد غیر نابت أو نوی کذلک أو أصول مطروحة علیها و کونها ثابتة عادة ینتفع بمثلها مع بقائها زماناً یعتد به فلا یصح علی الخضروات و أن بقله أصله بالأخذ لقطة و لقطات و لا علی القطن و أن کان لأصلها بقاء فی الجملة و لا علی البقول و أن أخذ منها جزة و جزات و لو ساقاه علی ما ینبت بعد العقد بطلت المساقاة و کونها ذات ثمر عرفاً قد أتخذ للأکل أو غیره کورق الحناء و التوت الذکر و کذکر النخیل للقاح به أو الشجر المقصود منه الزهر إذا کان مما یدوم کل ذلک تنقیحاً للعلة و لما روی مرسلًا و لظاهر الأخبار الواردة فی مساقاة أهل خیبر فیما یخرج من الشجر و هو عام لکل ذلک و لاستبعاد عدم اشتمال استئجار أهل خیبر علی جمیع ما ذکرناه و التفصیل بین المساقاة علی کثیر من ذلک منفرداً فلا یصح و بین المساقاة علیها منضمة و تبعاً و تصح وجه لا یخلو من قوة و کونها علی الثمن قبل ظهورها مع عدم بقاء عمل به یحصل زیادتها و أن بقی علی عمل یحصل به حفظها و حراستها و المنع من المساقاة بعد الظهور مع بقاء عمل تستزاد به الثمرة ضعیف جداً مخالف للمشهور بل و للسیرة و لأنه لو جازت المساقاة مع عدم ظهورها المشتمل علی الغرر فمع ظهور أولی بالجواز لا تصح المساقاة ابتداءً علی عمل لا تنمو به الثمرة و لا تستزاد سواء قصد به الحفظ و الحراسة أو غیرهما مما یمنعها من الآفات الأرضیة و أما ما یمنعها من الآفات السماویة کالبرد و الأهویة ففی جواز المساقاة علیها فقط وجهان و یصح المساقاة علی هذه الأعمال تبعاً لما یستزاد به الثمرة من غیر إشکال.

ص: 5

ثالثها من شروط المساقاة:

یشترط فی المساقاة مقابلة الحصة بعمل یحصل به زیادة سواء عمل بنفسه أو بغلامه أو بأجیره أو بمن التمسه علیه أو بعوامله أو بعوامل غیره ثمّ إنها إن عینا العمل تعین علی العامل و جاز للمالک جبره علیه و أن عینا بشرط تعین أیضاً و جاز للمالک جبره فإن لم یمکن کان له الخیار بین الفسخ و بین الإمضاء فإن فسخ قبل ظهور الثمرة فلا شی ء للعامل و یقوی ثبوت أجرة المثل لعمله السابق و أن کان بعده ففی بقاء ملکه للحصة فیکون شریکاً أو عدمه فیثبت له أجرة المثل وجهان ینشئان من أن الفسخ جاء من قبل المالک فلا یسقط احترام عمل العامل و من أن الفسخ أصالة من قبل العامل لتفویته الشرط و أن لم یعینا العمل فإن کان هناک إطلاق ینصرف إلیه جنس العمل و قدره بالنسبة إلی العرف العام أو الخاص فی خصوص تلک البلدة لزم اتباعه و جبر العامل و إلا لزم البیان حذراً من الجهالة و لو قضی العرف بتمیز ما علی المالک و ما علی العامل فشرط المالک جمیع ما علیه أو بعضه علی العامل و کان معلوماً صح و إن کان مجهولًا فسد العقد کما لو شرط الخراج علی العامل و کان معتاداً و لو لم یکن معتاداً بحیث تعتریه الزیادة و النقصان کان شرطاً فاسداً و لو عین له الخراج فزاد کانت الزیادة علی المالک إلا فی وجه ضعیف تقدم فی کتاب المزارعة و لو شرط العامل علی المالک بعض ما علیه أو الآلات التی تلزمه للعمل عرفاً أو العوامل صح الشرط لعموم أدلته و لا یصح اشتراط جمیع العمل علیه بحیث یخلو العامل عن العمل لمنافاته لوضع عقد المساقاة من مقابلة الحصة للعمل و لو کان من العامل العوامل فقط و من المالک الأصول و العمل ففی صحة المساقاة وجه و لا یبعد عدم الصحة و الذی یقتضیه العرف أنه مع إطلاق المساقاة یجب علی العامل کلما له مدخلیة فی نماء الثمرة من الحدث تحت الأشجار و البقر الحارثة عیناً منه أو منفعة فقط و آلات الحرث عینها أو منفعتها فقط من خشبة وسکة و مسحاة و من السقی تحت الأشجار و إصلاح طرق السقی و الأجاجین و فتح رأس الساقیة وسدها و تنقیة الآبار و الأنهار و احتمال أنهما علی المالک أو لا بد من بیانهما بعید و رفع غصون الکرم و قطع رأس الأغصان المضرة و إظهار الثمرة

ص: 6

للشمس و تعدیلها بین الغصون و تستیر ما یضر إظهاره للشمس بحشیش و مثله و اللقاط و الجذاذ و قطع ما یضر بقاءه و قطع کل نوع بوقته إلی غیر ذلک و یلزم علی المالک الجدار و عمل ما یستسقی به من دولاب أو دالیة و بالجملة یلزم علی المالک کلما بنی علی الدوام و البقاء فی سنین متعددة و لا یخص سنة واحدة أو زرعاً واحداً فهو علی المالک و أن عوض له التکرار فی بعض الأحوال و هل للعامل الزام المالک بما یلزمه مما یقتضیه العقد وجهان و لا یبعد ذلک قضاء الحق لزوم العقد و الزم جماعة من أصحابنا آلات السقی و الدلاء و النواضح علی المالک و هو حسن إلا إن الأظهر لزومها علی العامل کما اختاره الحلی (رحمه الله) و أما الکسر للتلقیح و البقر التی تدیر الدولاب و التسمید للأرض و نحو ذلک و أن اقتضی العرف لزومه علی أحدهما اتبع و إلا لزم البیان و احتمال کون کله علی المالک کاحتمال کون کله علی العامل لکونه مقدمة لعمله بعیدان و لو شرط العامل أن یعمل معه غلام المالک صح و کذا لو شرط أن یعمل فی ملکه خاصته أو شرط خدمته له لعدم المانع و نفقته حینئذٍ علی مولاه و أن اشترطها علی العامل أو من الثمرة جاز بشرط تعیینها إن لم تکن معروفة بحسب العادة و لو شرط أن إجارة الأجر الذی یستعین بهم فی بعض العمل لا فی کله علی المالک صح مع تعیین الأجرة و لو شرط کونها علیهما صح أیضاً و ان لم یشترط کانت علی العامل و لو شرط العامل أن یستأجر لأعماله جمیعاً من المالک احتملت الصحة لأنه نوع عمل یحصل بسببه نماء الثمرة و لو بوسائط و الأقوی الفساد للشک فی دخول هذا القسم فی أعمالها التی توجب انتقال الصحة إلیه.

رابعها ذکر المدة:

یشترط عقد المساقاة ذکر المدة المعلومة المحروسة عن احتمال الزیادة و النقصان فلا یصح تأجیلها بقدوم الحاج و لا بإدراک الغلة و لو کانت هی المساقی علیها کما هو المشهور فتوی و الموافق للقواعد المانعة عن الغرر فی العقود و أن المساقاة مخالفة للأصل فیقتصر فیها علی مورد الیقین و ربما قیل بجواز التأجیل إلی إدراک نفس الغلة الواقع

ص: 7

علیها العقد لکونها بمنزلة المعلوم عرفاً و لأن المقصود من عقد المساقاة هو العمل إلی إدراکها و إکمالها و لإطلاق الصحیح فیمن قال أسق هذا و أعمره و لک نصف ما خرج قال لا بأس و هو قوی إلا أنه مخالف لإطلاق فتوی المشهور فلا بد من حمل الروایة علی مجرد بیان حکم المساقاة فی الجملة لا بیان المساقاة الصحیحة و إلا لذکر کل شرائطها أو جلها و لو خلی عقد المساقاة عن ذکر المدة مطلقاً و عن کونها نفس إدراک الغلة فلا شک فی البطلان للغرر الواضح إذ لا معنی للزومها دائماً و لا لأجل لا بعینه و لا لأجل معین للزوم الترجیح من دون مرجح ثمّ أنه مع ذکر المدة لا بد من کونها مما یمکن حصول الثمرة فیها غالباً بحسب العادة أو الظن الغالب فلا یصح إتیان العقد علی مدة قصیرة لا یحصل الظن بحصول الثمرة فیها و تبطل المساقاة علی الأظهر لعدم وضع عقد المساقاة علی ذلک و لأن الأصل فساد هذه المعاملة فی غیر ما أخرجه الدلیل و لأن أحد رکنی هذه المعاملة هو الحصة فما لم تسلم العوض لم تصح مع احتمال الصحة لإمکان التراضی علی الاستمرار بعد ذلک و لکنه بعید و تثبت للعامل أجرة المثل مع الحکم بالفساد و هو مع الجهل لا إشکال فیه و مع العلم لا یخلو من إشکال و لو ساقاه فی مدة طویلة یعلم حصول الثمرة قبل انتهائها جاز و لا یشترط کون المساقاة بسنة واحدة فلو ساقاه علی سنین متعددة و ثمرات متجددة جاز و إن بلغت المدة العمر الطبیعی و لو قدر المدة بما تحصل بها الثمرة غالباً فاتفق عدم حصولها فیه رأساً و أصلًا انفسخ العقد بانتهاء مدته و لا شی ء للعامل حینئذٍ لقدومه علی العمل مدة خاصة علی عوض قد یحصل فیها و قد لا یحصل فما لم یحصل شی ء فلا شی ء له کما إذا تلفت الثمار أو أکلها الجراد أو غصبها غاصب و لا فرق بین ظهور الثمرة بعد ذلک و بین عدمه و بین کون ظهورها بسبب عمله أو بنفسه مع احتمال أن ظهورها بعد المدة لو کان بسبب عمله استحق الحصة لأن تقدیر المدة إنما کان للعمل لا بملک الحصة وجه و إن ظهرت الثمرة فی المدة فله نصیبه منها قطعاً و هل یلزمه العمل بعد المدة إلی بلوغ غایته یحتمل ذلک لأنه الحصة من الثمرة فی مقابلة العمل إلی زمان بلوغ الثمرة و تقدیر المدة إنما کان باعتبار الغالب فمنع التخلف لو ملک الحصة من دون العمل لزم تملک

ص: 8

إحدی العوضین بدون الآخر و لان المساقاة لو انفسخت قبل إکمال العمل لزم إتمامه فکذا هاهنا و یحتمل عدم اللزوم للأصل و لأن فائدة المدة هو عدم تعلق الحکم الثابت فیها فی المدة الواقعة بعدها و لان المعاوضة تنفسخ بتلف أحد العوضین و حینئذٍ لو انفسخت المساقاة بانتهاء المدة أو بتلف الثمار و قد تلف عوض عمل العامل فلا شی ء تبقی العمل لازماً من غیر عوض فی مقابلة و هو قوی إلا أن الأول أقوی.

خامسها العوض فی المساقاة حصة من النماء:

یشترط کون العوض فی المساقاة حصة من النماء دون شی ء آخر خارجی و یشترط ذکر الحصة لانها عوض العمل فیبطل بدون ذکرها العقد و یثبت للعامل أجرة المثل مع الجهل من غیر إشکال و مع العلم علی إشکال و یشترط کونها بینهما فلو شرط جمیعها العامل لنفسه لم یکن له سوی أجرة المثل و جمیعها للمالک و لو اشترط جمیعها المالک لنفسه کانت له و للعامل أجرة المثل لاحترام عمله و صدوره علی وجه التبرع إنما کان علی وجه خاص و هو أنه مملوک علیه بعقد المساقاة و لم یسلم ذلک الوجه الخاص فلا یکون متبرعاً أو لیس لإقدامه علی أن لا حصة له و إن عمله لا مقابل له فهو تبرع منه بالعمل و لم یأخذ قید المساقاة قیداً فی التبرع فلا یستحق شیئاً و یحتمل الفرق بین العالم بالفساد فلا شی ء له و بین الجاهل فله أجرة المثل و لو شرط علیه المالک فی عقد المساقاة أن لا شی ء له لا من الحصة و لا من غیرها فالظاهر أنه لا إشکال بأنه لا یستحق حینئذ شیئاً حتی أجرة المثل و یشترط العلم بقدر ما للعامل من الکسور کالنصف و الثلث رفعاً للغرر المنهی عنه و أن یکون مما یعرفه المتعاقدان حین العقد فلو افتقر إلی حساب و سواء أبعد ذلک بطل و یشترط أن لا یکون مردداً فیه و لو علی تقدیرین و ما ورد فی الإجارة أن به فهو مقصور علیها و یشترط أن یکون مما یتمول و مقدوراً علی تسلیمه و أن یکون مشاعاً بینهما فلو عینا لأحدهما شیئاً معیناً و الباقی بینهما أو الباقی للآخر أو عین کل منهما شیئاً معیناً و الباقی بینهما فسد العقد سواء کانت الثمرة ظاهره أم مستوردة و کذا لو عینا لاحدهما ثمرة نخلات و للآخر ثمرة نخلات آخر أو لأحدهما ثمرة صنف و للآخر ثمرة صنف آخر و لو فاوت فی الحصة

ص: 9

المشاعة بین النوعین أو الصنفین أو الفردین لم یکن به بأس و لو جعلا شیئاً معیناً من الثمرة لاحدهما شرطاً لا رکناً للعقد فالظاهر ایضا عدم الصحة لمنافاته لوضع المساقاة و لأنه خلاف المعهود من الأخبار القاضیة بمشروعیتها کأخبار خیبر و نحوها و هل یشترط فی النماء إشاعة جمیع ما وقع علیه عقد المساقاة بحیث أن کلما ساقی علیه المالک یکون نماؤه مشترکاً أو یکفی الاشتراک فی نماء بعض الأصول و إطلاق الباقی للمالک أو العامل فیقول ساقیتک علی هذا النخل علی أن لک الثلث فی هذا النوع أو هذا الفرد و الباقی کله لی أو کله لک أو علی هذا البستان علی أن یکون لک نصف دون نخلة أو نصف نماء نخلة فی الجانب الغربی دون الشرقی وجهان ینشئان من عموم الأدلة و من لزوم الاقتصار علی مورد الیقین و الأوجه الأخیر و لا یتفاوت الحال بین أخذ ذلک شرطاً أو رکناً بعد فرض وقوع عقد المساقاة علی الجمیع نعم لو ساقاه علی شی ء معین نصف نمائه مثلًا و اشترط علیه أن یسقی نخلًا آخر أو شجراً آخر صح و کذا لو شرط العامل علی المالک نماء شجر آخر أو نخل آخر علی أن یکون للعامل فی عقد المساقاة فلا بأس به لعموم دلیل الشروط من دون معارض حینئذٍ و لو أطلق النصف أو الثلث للعامل و سکت عن المالک فلا باس لکون الباقی نماء ملکه فهو له و لو عکس فإشکال ینشأ من أن الغرض بیان ما للعامل و لیس فی ذکر ما للمالک دلالة لأن الأصل کون الجمیع له و الأظهر الصحة و انصراف الباقی للعامل عرفاً و یشترط فی الحصة کونها کسراً معلوماً فلا یصح جعلها قسطاً أو نصیباً أو شبههما و یشترط أن تکون مشاعة کإشاعة الکلی فی الکلی علی جهة الاشتراک فلا تکفی إشاعة الکلی فی قدر معین بحیث یکون لأحدهما الباقی عند تلف شی ء من الحصة لمنافاة ذلک لوضع المساقاة و لو شرط العامل علی المالک شی ء من الأصول فی عقد المساقاة احتملت الصحة لعموم دلیل الشروط فیکون بمنزلة اشتراط أمر خارجی و احتمل الفساد لمنافاته لو ضع عقد المساقاة المتلقی من صاحب الشریعة و لدخول الحصة فی ملک العامل فلا یکون عمله فی ملک المالک بل فی ملکه و ملک نفسه و حینئذ فإیجاب عمل العامل فی ملکة نفسه فی عقد المعاوضة غیر معقول و یمکن أن یقال أن اشتراط الصحة من الأصول کالاستثناء

ص: 10

من العمل بجمیع المال المملوک و کالبیان لاستحقاقه البعض فی مقابلة العمل فی ملک المالک أو البعض الآخر لتبعیته للملک الحاصل بالشرط فی العقد اللازم و الأظهر و الأشهر المنع مطلقاً و یجوز للمالک أن یشترط علی العامل مالا مضافاً إلی عمله کما یجوز العکس لعموم أدلة الشروط و العقود إلا إنه یکره اشتراط المالک علی العامل شیئاً من ذهب أو فضة و ظاهرهم الاتفاق علی الکراهة و یکفی فیها فتوی المشهور للتسامح فی أدلة السنن و یلزم الوفاء علی العامل بالشرط ما لم یتلف الثمرة بعد ظهورها قبل قبض العامل أو لم یخرج أصلًا فلا شی ء للمالک و ظاهرهم الاتفاق علی هذا الحکم و إن أمکنت فیه المناقشة فلا یجوز التعدی عنه و قد یؤدی أیضاً بانه مع تلف أحد العوضین تبطل المعاوضة فیبطل الشرط المشتملة علیه و بأنه لو لا ذلک لکان أکل مال بالباطل لخلو عمل العامل عن العوض فالزامه بشی ء آخر علاوة علی عمله فلا أقل من خروجه رأساً برأس و لانه لو أخذ منه شی ء بعد تلف عوض عمله کان من الضرر المنفی عقلًا و شرعاً بل من السفه فی عقود المعاوضات و بأنه بمنزلة الشرط الضمنی و إن کان هو حکماً شرعیاً و هو جید و جمیع هذه العلل غیر جاریة فی اشتراط العامل علی المالک شیئاً فبتلف النماء و ذلک لحصول العمل من العامل فی مقابلة شرط المال فلم یخلو دفعه للمشروط من مقابل و لو تلف من النماء بعض فهل یسقط من الشرط بنسبة لمقابلة الأجزاء بالأجزاء حیث قوبلت الجملة بالجملة أم لا یسقط شی ء للأصل و لان المعتبر حصول عوض العمل فی الجملة و لا اعتبار بکثرته و قلته و من ثمّ لا یسقط من العمل شی ء بتلف بعض الثمرة کثیراً أو قلیلًا وجهان و لا یبعد الأخیر حیث یکون الباقی من الثمرة لا یوازی العمل و لا یصلح لمقابلته لقلته جدا بناء علی انسحاب علة السقوط فی صورة تلف الثمرة بأجمعها هنا إلا أنها لا تخلو من مناقشة من أصلها و کان العمدة فی السقوط الإجماع دونها فعدم التسویة و الرجوع لقواعد لزوم الوفاء بالعقود هو الأقوی و لو وقعت المساقاة علی النصف و قلنا بصحتها لو تعین للعامل و بطلانها لو تعین للمالک فاختلفا فالقول قول مدعی الصحة لأن الظاهر أن المفتقر للبیان هو حصة العامل دون المالک و قد یناقش فی الظهور و فی تقدیم قول المدعی الصحة لاستلزامه

ص: 11

ثبوت حکم الآخر و الأصل عدمه و حینئذٍ فیتخالفان و لو ساقاه علی بستانین أحدهما بالنصف و الآخر بالثلث صح و کذا لو ساقاه علی بستان بعینه بالنصف علی أن یساقیه علی غیره بعینه بالثلث صح و أجبر المشروط علیه علی ذلک و منع الشیخ (رحمه الله) ذلک هاهنا و فی البیع معللًا بلزوم الجهالة عند امتناع الشرط لعدم العلم بالنسبة ضعیف لسریانه لسائر الشروط و لا یلزمه أحد و لو شرط الغایة کان شرط أن یکون مساقیاً فی الآخر بالثلث ففی صحته وجهان و لا ببعد الصحة و یصح تعدد الملاک و استوائهم فی قدر الحصة و تفاوتهم فیها مع العلم فالکل واحد و کذا یصح تعدد العامل مع استوائهم و تفاوتهم و یصح اشتراط تفاوت الحصة بتفاوت السنین إذا ساقاه علی سنین عدیدة و یصح أن یساقی أحد الشریکین صاحبه مع جعل زیادة له علی ما یستحقه من النماء فی الماء المشترک و یصح أن یساقی أحد الشریکین علی ماله دون الآخر إذا خشی الضرر بترک السقی و إن استأذن منه فلم یأذن سقط حقه و هل للشریک الرجوع علیه بأجرة العمل فی ماله إذا نوی الرجوع مطلقاً أو لیس له مطلقاً أوله مع إذن الحاکم وجوه أوجهها الوسط و فی الأخیر قوة.

سادسها تملک العامل حصة من النماء:

یملک العامل حصة من النماء عند ظهوره تامّاً لظاهر الفتاوی و النصوص حیث أنها جعلت للعامل الحصة من النماء فی مقابلة عمله و یصدق علیه أنه کذلک عند ظهوره و إطلاق العقد بذلک أیضاً هذا إن کانت المساقاة قبل الظهور و إن کان بعدها ملکها من حین العقد و الظاهر أن الحکم إجماعی عندنا و علیه فتجب الزکاة علی العامل إذا بلغ ملکه نصابا و کان العقد قبل ظهور الثمرة لظهورها فی ملکه فتجب علیه الزکاة و لو کان العقد بعد الظهور تعلق الوجوب بالمالک و انتقلت الحصة إلی العامل خالیة عن حکم الزکاة فلا تجب علیه خلافاً لما یظهر من بعض الأصحاب حیث منع من تعلق الزکاة بحصة العامل مطلقاً لأنها کالأجرة فإن أراد به الأخیر فله وجه و إن أراد ذلک مطلقاً کان خلاف ظاهراً لأخبار و فتاوی الأصحاب و تعلیله بأنه کالأجرة علیل جداً لأن الأجرة لا یسقط عنها فرض الزکاة عند حصول الشرائط إذا تأخر

ص: 12

حکمها عن تعلق الوجوب کما إذا قلنا هنا بأن العامل یملک بعد بدو الصلاح أو القسمة و هو متأخر عن زمان تعلق الوجوب و لکنه خلاف ظاهر الاتفاق و کیف کان فلا زکاة علی المالک بالنسبة إلی حصة العامل لأنها بمنزلة المؤنة المستثناة بل لا یبعد أنه لا یحتسب من النصاب إلا بعدها و ینثلم بعدها و لأنه لا یملکها بل یملکها العامل و إن لم تجب زکاته علیه.

سابعها اعتبار نماء الأصول للمالک عند فساد العقد:

کل موضع یفسد فیه عقد المساقاة یحکم بکون نماء الأصول للمالک لأنه نماء ملکه و إما العامل فإما أن یکون عالماً بالفساد أو جاهلًا به و علی کلا التقدیرین فإما أن یشترط علیه أن لا حصة له أو یشترط علیه أن لا شی ء له أو یشترط له الحصة و یجی ء الفساد من وجه آخر و علی الأخیر فإما أن یکون أجرة المثل مساویة لها أو أنقص أو أزید و الأظهر فی جمیع ما ذکرناه ثبوت أجرة المثل للعامل لاحترام عمله الصادر منه علی وجه خاص متبرع به و لم یسلم الوجه الخاص فیرجع إلی أجرة المثل سواء فی ذلک حصول النماء من الأصول و عدم حصوله أخذاً بموجب القواعد نعم یتجه سقوط أجرة المثل فیما لو قال له علی أن لا شی ء لک لظهوره فی التبرع و ربما یلحق به اشتراط عدم الحصة أیضاً لأنها لا تخلو من الظهور فی التبرع و الحق بعضهم العالم بالفساد بهما لأنه لمکان علمه بعدم استحقاقه یکون کالمتبرع بعلمه و یظهر منه نقل عدم الخلاف فیه و هو ممنوع لمنع کون العلم بالفساد بمنزلة التبرع لما تری أن أکثر القوم یقدمون علی المعاوضة الفاسدة لیکتسبوا بها الأموال و ینالوا بها الغنی علی التقدیر ثبوت أجرة المثل فإن کانت متساویة للحصة المذکورة فلا کلام و إن کانت أنقص فلیس للعامل سواها لانه هو العوض المقدر له عند فساد المعاوضة و إن کانت أزید احتمل ردّ العامل إلی قدر الحصة لإقدامه علی الرضا بقدر الحصة و الأعراض عما زاد علیها فیکون اخذ الزیادة (تجارة عن تراض) و فیه أن إقدامه علی الحصة إنما کان علی وجه خاص من حصول الملک و التملیک بالعقد الخاص و لم یسلم له و کذا إعراضه کان علی وجه خاص فحیث لم یسلم له رجعنا فیه إلی القواعد علی انه غیر قادر علی

ص: 13

التبرع بالزائد مطلقاً لاحتمال المساواة و الزیادة فی اغلب الأحوال فلا یحکم علیه بنفی الزائد مطلقاً مضافا إلی أن هذا الإقدام لو یحکم علیه بالتبرع فیه لحکم علیه بنفی الأجرة أصلًا عند عدم ظهور ثمرة أصلًا لإقدامه علی أن لا شی ء له مع عدم الظهور و هو باطل قطعا.

ثامنها المغارسة:

من العقود الباطلة المغارسة و هی دفع المالک الأرض لیغرسها العامل علی أن یکون الغرس بینهما و لا إشکال فی بطلانها للأصل و الشک فی مشروعیتها و لسببیتها للنقل و الانتقال و لأن العقود محصورة فی کتب الفقه و لیس منها و لانصراف عمومات الأدلة (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) و (تِجٰارَةً عَنْ تَرٰاضٍ) و المؤمنون عند شروطهم و الناس مسلطون علی أموالهم إلی النحو المعهود من العقد و التجارة و الشرط لان التعریف فیها للعهد و لان العموم فیها کالمجمل یؤخذ منه بالمقطوع به و المعهود منه أو لأنه ضعیف الدلالة ما لم یقترن بجابر من شهرة أو إجماع منقول و نحوها لکثرة الخارج منه و قلة الداخل فیه علی أن ظاهر الأصحاب الاتفاق علی بطلانها فلا یصغی لکلام بعض من استقرب شرعیتها و صحة المعاملة علیها و مع البطلان فالأرض لصاحبها و الغرس لصاحبه و إن کان مالکهما مختلفا و طلب کل منهما تخلیص ملکه عن ملک الآخر کان له و لا یجوز لصاحب الغرس جبر صاحب الأرض علی الإبقاء جاهلا کان أو عالما بأجرة أو بدونها تضرر الغرس بالقلع أم لا و لا لصاحب الأرض أن یجبره علی الإبقاء بأجرة أو بدونها مع الجهل أو العلم تضررت الأرض بالقلع أو لم تتضرر و لا أن یجبره علی شرائه منه کل ذلک للاصل السلیم عن المعارض ثمّ إن کان الغرس لصاحب الأرض للعامل اجرة المثل مع علمه أو جهله و مع زیادة ما فرضناه علی أجرة المثل أو نقصه عنها أو مساواته لها علی الأقوی و الأظهر لاحترام عمله و عدم إقدامه علی وجه التبرع بل علی عوض لم یسلم له فیرجع علی أجرة المثل و علیه أرش نقصان الارض بالعمل فی وجه لانه تصرف غیر مأذون فیه إلا علی وجه فاسد لم یسلم فعلیة ضمان الجنایة مع احتمال العدم لصدور العمل منه بإذن المالک فی الجملة فلا یستعقب ضمانا و یقوی

ص: 14

ذلک ما إذا کان المالک عالما بالفساد حیث أنه یکون من قبیل الإذن القطعیة فی التصرف بملکه فلا یترتب علیه ضمان و إن کان الغرس للعامل فلا شی ء له لانه قد عمل فی ملکه و احتمال أن له أجرة المثل لصدوره بإذن المالک ضعیف و علیه أجرة المثل الأرض زادت من الحصة المسماة أو نقصت و علیه أرش نقصان الأرض و طم الحفر و للمالک قلعه عن أرضه مع دفع ارش نقصان الغرس لانه موضوع بإذن المالک فی الجملة فلیس من عرق الظالم و المراد بالأرش هاهنا تفاوت ما بین قیمته فی حالتیه علی الوضع الذی هو علیه و هو کونه حال غرسه باقیا باجرة و مستحقا للقطع بالأرش و کونه مقطوعا لأن ذلک هو المعقول من أرش النقصان لا تفاوت ما بین قیمته قائماً مطلقاً و مقلوعاً إذ لا حق له فی القیام کذلک لیقوم بتلک الحالة و لا تفاوت ما بین کونه قائما باجرة و مقلوعا لأن استحقاقه للقلع بالأرش من جملة أوصافه و لا تفاوت ما بین کونه قائما مستحقا للقطع بالأرش و مقلوعا لتخلف وصف القیام بالاجرة و ما یتخیل من لزوم الدور فی الوجه الأول أخذا بالأرش فی تعریف الأرش سهل فی التعاریف اللفظیة حیث حکمنا ببطلان هذه المعاملة و إن کل ذی حق یأخذ حقه فلا یتفاوت الحال بین کون الغرس من صاحب الأرض أو من العامل أو منهما معاً و إن اشترکا فی النماء المشترک و لا بین شراء العامل جزأ من الأرض مع حصته من الغرس و بین عدمه و لو رکب العامل غرساً علی غرس المالک کان النماء للعامل و کان علیه أجرة المثل لغرس المالک و کان للمالک قلعه مع أرشه و یمکن حصول المغارسة بحیل شرعیة و عقود أخر کما إذا اشترک مالک الأرض و العامل فی غیر الغرس ثمّ صالح المالک العامل علی حصة من الأصول فی الارض خمسین سنة بأن یسقی حصة المالک من الغرس خمسین أیضاً فإنه جائز و نعلم الشی ء الغرار من الحرام إلی الحلال

تاسعها المباشرة أو النیابة عن العامل فی المساقاة:

الذی یظهر من مقتضی القواعد و الضوابط أن للعامل فی المساقاة لا یساقی غیره لانه قد ملک الحصة بعقد لازم فله نقلها لمن شاء و الناس مسلطون علی أموالهم و لانه قد ملک المالک علیه عملًا کلیاً فله أداءه بنفسه و بغیره نیابة أو وکالة أو تبرعا أو مساقاة

ص: 15

أو صلحا بنحو جائز أو غیر ذلک إلا إذا شرط المباشرة علیه بنفسه فإنه لا یجوز له أن ینیب أحداً فی العمل عنه إلا أن ظاهر أصحابنا و کأنهم علی الاتفاق فی ذلک انه لا یجوز للساقی أن یساقی غیره و یظهر من بعضهم تعلیل أن المانع من ذلک نفس عقد المساقاة و حینئذٍ فلا یجوز حتی مع إذنه و یظهر من بعضهم أن المانع هو حق المالک فیجوز أن یساقی بإذنه و کلاهما لو لا ظاهر الاتفاق محل منع لضعف التعلیل الذی عللوا به المنع من أن المساقاة التسلیط علی أصول الغیر و عملها و الناس مختلفون فی ذلک اختلافاً کثیرا فلیس لمن رضی المالک بعمله و أمانته أن یولی من لا یرضیه المالک و من أن فی المساقاة معاملة علی الأصول بحصته من نمائها و العامل لیس له من الأصول شیئا و إنما یملک الحصة بعد ظهورها و لأن المقصود فی المساقاة للمالک لیس مجرد الثمرة و تنمیة الأصول و إصلاحها أیضاً من اعظم المقاصد الأصلیة و هو مما یختلف باختلاف العاملین عملًا و نظرا و بما تقدم یحصل الفرق بین المساقاة و المزارعة لان المقصود من المزارعة هو نفس الحصة دون العمل فی الأرض و إنما یجی ء القصد إلیها تبعا و لان الأرض یختلف حالها بعمل العاملین و لا یخشی علیها الضرر بزرع واحد بها دون آخر و لان البذر غالبا من العامل فیعامل من یملکه کما یعامل صاحب الأصول علی ملکه و من هنا یعلم انه لو کان البذر من صاحب الأرض لم یجز للمزارع المزارعة للأرض بزارع علیها مالکها و غیره دون الأصول و فی الجمیع مناقشة واضحة و منع غیر خفی و من هنا أشکل علی بعض المحققین الحکم فیما لو ظهرت الثمرة و بقی فیها عملا تستزاد به فإنه جوز المساقاة حینئذٍ لصیرورة العامل شریکا فتسلطه علیها بالعقد کتسلط المزارع علی الأرض بکون المقصود بالذات فی کل منهما نفس الثمرة حینئذٍ و هی مملوکة للعامل لأنه إذا ساقاه حینئذٍ لا یجعل الحصة إلا مما یملکه إذ لیس له تصرف فی مال المالک و عمله متعین علیه.

عاشرها: ظهور کون الأصول لشخص آخر غیر المتعاقد معه

لو ساقی شخص آخر علی أصول فبانت مستحقة للغیر فإن کانت الأصول قائمة و الثمرة بعد غیر ظاهرة و العامل بعد لم یعمل تخیر المالک بین الإجازة فتنکشف صحة

ص: 16

العقد من أول وهلة و بین الفسخ فینفسخ من اصله و لا شی ء فإن تلفت الأصول کلا او بعضا تحت ید العامل لان العامل ذو ید إذا تصرف و کانت الأصول مخلی بینه و بینها إلا أن یده ید أمانة و لا منافاة بین کون العامل ذو ید و کون الدافع کذلک کان للمالک الرجوع علی کل من الدافع و العامل لدخول الأصول تحت ید کل منهما فإن رجع علی الدافع و کان هو المتلف و استقر التلف فی یده لم یرجع علی العامل و إن کان المتلف العامل أو استقر التلف فی یده رجع الدافع مع علمه بالغصب و مع جهله لا یرجع إلا إذا تلفها عمدا و إن رجع المالک علی العامل و کان هو المتلف أو استقرار التلف فی یده و کان عالماً لم یرجع إلی الدافع و إن کان المتلف الدافع أو استقر التلف فی یده و کان العامل جاهلًا یرجع إلیه لغروره و المغرور یرجع إلی من غره و إن کانا عالمین و تلف تحت أیدیهما کان له تضمین کل منهما الکل و له تضمین کل منهما النصف فإن ضمن کلا منهما النصف و کان التلف بالآفة السماویة لم یرجع أحدهما علی الآخر و إن ضمن أحدهما الکل فأخذه منه کان للمأخوذ منه الرجوع إلی الآخر بالنصف لاستوائهما فی العدوان و فی ید الضمان مع احتمال العدم لأنه قد اخذ منه بحق و وفاء حق الغریم فلیبس له الرجوع علی الآخر لأصالة براءة الآخر من رجوع الدافع إلیه إذا لم یغرمه المالک و إن کان العامل جاهلا رجع بالنصف لغرره و إن عمل العامل عملا کان للعامل أجرة المثل مع جهله علی الدافع و لیس له مع العلم إلا علی وجه ضعیف و استحقاق الأجرة مع الجهل إنما کان لاحترام عمله حیث أقدم علی عوض لم

یسلم له بتفریط المالک و غروره بخلاف ما لو هلکت الثمرة أو تلفت فإنه لا شی ء له لأقدامه علی أن یسلم علی تلک الجهة الخاصة فلیس له سواها و إن ظهرت الثمرة فأجاز المالک صحت إجازته و لو بعد تمام العمل و ملک العامل حصته و لا تمنع صحة الإجازة عدم حصول النفع فیها لملک لمالک الثمرة بعد تمام العمل لعدم اشتراط النفع فی الإجازة و لعدم تحصیل انحصار الفوائد فی الثمرة خاصة فإن لم یجز المالک فلا یخلو الحال من کون الثمرة ظاهرة باقیة أو تالفة و تلفها أما أن یکون بید العامل أو الدافع أو بأیدیهما معا قبل القسمة أو بعدها مع علمهما بالاستحقاق أو جهلهما أو علم الدافع

ص: 17

دون العامل أو بالعکس واخذ العامل بظاهر الید و ادعاء الملکیة ملحق بجهله فإن کانت الثمرة باقیة أخذها المالک لأنها عین ماله فإن کانت عند من طالبه بها أخذها و إلا وجب علی من طالبه الإتیان أن استولت یده علیه و مجرد إیقاع صیغة المساقاة لا یقتضی ضمانا و لا یجری علیها الید و إن کانت تالفة فإن کانت بعد القسمة و قد تلفت کل حصة فی ید صاحبها بعد استیلائهما علی الجمیع تخیر المالک فی الرجوع علی کل منهما بالکل و بالبعض فإن رجع علی أحدهما بالکل رجع هو علی الآخر بالنصف الذی تلف فی ید الآخر سواء تلفه أو تلف بآفة سماویة و سواء کان عالماً أو جاهلًا علی الأظهر لأن الحصة لا یملکها من استولت یده علیها و قد دفع الغاصب للمالک عوضها فکأنه رضی بکونها للدافع إذ لا یجمع بین العوض و المعوض و للمالک علی الغاصب الأجرة هذا أن ثبت واقعا و إن ثبت بمجرد اعتراف الدافع فلیس له الرجوع علی العامل لقبض الحصة منه بوجه شرعی فلا تنتزع منه و کذا لو ثبت بالبینة فإنه لیس للدافع أیضاً الرجوع علیه بعد إخباره له بأن الأصول فی ملکه لإقراره بملک الحصة للعامل فإنه مظلوم بتضمینه الجمیع و من ظلم لا یظلم و کذا لیس للعامل الرجوع بأجرة المثل بعد اعترافه بأن الأصول للدافع لأنه یعترف بعدم استحقاقه شیئا غیر الحصة نعم لو کان اعترافه مبنیا علی ظاهر الید قبل رجوعه و إن رجع المالک علی العامل بالجمیع لاستیلاء یده علیه رجع علی الدافع بنصف الثمرة مع تلفها فی یده مطلقاً أو مع إتلافها و رجع باجرة مثله مع العلم و ان رجع علی کل منهما بما تلف تحت یده لم یرجع علی الأخری سوی أن العامل یرجع بأجرة المثل مع جهلا لا مع علمه و لو تلف الجمیع فی ید العامل و کان أمینا من الدافع و کان جاهلا لم یکن علیه ضمان حصة المالک لانه مغرور من قبله فإذا أخذ منه و الحال کذلک رجع إلی الدافع و احتمال عدم جواز الرجوع إلیه بالکل لانه بالنسبة إلی نصیب المالک حافظ و راع فیده ضعیفة أو لیست بید إلا إذا کان عالما فیضمن الجمیع حینئذٍ ضعیف لمنع عدم کونها یدا لغة و عرفا و شرعا غایة ما فی الباب أنها لا یستقر الضمان علیها مطلقاً بل لها الرجوع علی عادة عند جهله جمعا بین الأدلة.

ص: 18

حادی عشرها موت العامل:

إذا مات العامل و لم یشترط علیه المباشرة بنفسه استأجر من ترکه عنه من یتم به العمل فإن لم یکن ترکه استأجر من حصته کذلک أو سوقی علی بعض حصته أن جوزنا فإن لم یمکن الاستیفاء بالإجارة أو المساقاة بان لم یکن حصة کما إذا تلفت أو لم تخرج سقط حکم المساقاة و لا یجب علی الوارث القیام بذلک للأصل و لأنه لیس علی الوارث إلا دفع ما خلفه المیت و لو عجز العامل عن العمل فإن اشترطت علیه المباشرة بنفسه انفسخ العقد و هل له أجرة المثل لما مضی إذا لم یظهر ربح وجهان و إن ظهر ربح کان شریکاً و إن لم یشترط علیه المباشرة لزمه إیجار من ینوب عنه أو مساقاة غیره لو جوزنا ذلک و لو تبین عجز العامل فی الابتداء فإن اشترطت علیه المباشرة تبین بطلان العقد و إلا کان للمالک الخیار بین الفسخ و بین الإمضاء فیلزمه استئجار شخص آخر مع احتمال عدم ثبوت الخیار و لو حصل للعام ل مانع عن العمل و کان لا یمکن الوصول فإن التبرع عنه المالک أو وجد متبرع فلا کلام و إلا فإن أمکن المالک الرجوع للحاکم فرجع إلیه فأذن له بالاستئجار عنه من ماله أو من حصته استأجرت عنه و رجع إلیه و إن لم یمکنه الرجوع جاز له ذلک بنفسه فیأخذ من ماله أجرة العمل أو یستأجر بنیة الرجوع فیرجع إلیه و لا یفتقر جواز رجوعه أو جواز أخذه من ماله للإشهاد لان العمدة فی جواز ذلک رفع الضرر عن المالک و الإحسان إلی العامل فی

تفریغ ذمته و ما علی المحسنین من سبیل و لعدم مدخلیة الشهادة فی جواز الرجوع بشهادة الاستقراء القطعی نعم لها مدخلیة فی إثبات الحق و لا یتفاوت الحال فی ذلک بین إمکان الأشهاد و بین عدمه و یظهر من بعضهم أن الأشهاد مفتقر إلیه فی الرجوع مطلقاً کان من الحاکم قصراً الحکم المخالف للضوابط علی الدلیل و قیل بالفرق بین لإمکان و عدمه جمعا بین ما دل علی عصمة مال الغیر و ما دل علی نفی الضرر و الأقوی الأول ثمّ مدعی الانفاق بنیة الرجوع هل یقبل قوله فیه یمینه لأصالة أن لا یتبرع الإنسان بعمل و لأنه أمر لا یعلم إلا من قبله أو لا یقبل لأصالة عدم تسلطه علی مال آخر بمجرد الدعوی و أصالة عدم شغل ذمة الآخر و الإشهاد ممکن له فیتوقف سماع قوله علی

ص: 19

البینة و ربما یفرق بین العلم بتمکنه من الإشهاد و لما یشهد فلا یقبل قوله و بین العلم بعدم تمکنه لنزوله فی مکان لیس یقربه عدل أو ما یعرفه الحاکم و لو وهب العامل أو امتنع عن العمل فإن تبرع المالک أو غیره بالعمل أو أجرته فلا کلام و إلا رفع المالک أمره إلی الحاکم فیبعث فی طلبه و یجبره علی العمل فإن لم یتمکن منه و کان عنده مالا اخذ منه و استأجر به و لو کان المستأجر المالک و لا یتفاوت بین کون المال هو الحصة أو غیرها فإن لم یکن له مال فإن انفق من بیت المال عنه تبرعا بوجود سعة فی بیت المال و دخول مثل هذا فی مصالحه فلا کلام و إلا جاز للحاکم أن یستقرض عنه و یدفع إلی المالک و یرجع علیه أو جاز أن یستأجر عنه إلی اجل یتمکن من وفائه من ماله و جاز أن یأخذ من حصته للاستئجار و لو بعد حین و لا یتفاوت بین کون الأجرة بقدر الحصة أو أزید و بین کونها بقدر أجرة المثل أو أزید إذا لم یوجد أجیر بأجرة المثل و لکن علی إشکال و لو لم یتمکن المالک من الرجوع إلی الحاکم لبعده لو لعدمه فلا یبعد قیام عدول المسلمین عنه بذلک فإن لم یتمکن منهم لبعدهم أو لعدم ثبوت العقد عندهم أو قصور أیدیهم أو لعدم حصول مال لهم أو لغیر ذلک کان للمالک الخیار بین الفسخ دفعا للضرر عنه فإن فسخ قبل ظهور الثمرة أصلا کان علیه أجرة مثل العمل السابق لاحترام عمله السابق و قد فات عوضه باختیار المالک و ان فسخ بعدها فالوجه أنه فسخ من أصله فتعود الثمرة للمالک و علیه للعامل أجرة المثل و الوجه الآخر بقاءه شریکا فیترتب علیه أحکام الشرکة هذا کله أن لم یمکن بیع الثمرة کلا أو بعضا و الاستئجار بها أو الاستئجار بعینها أو المساقاة علیها فإن أمکن سقط خیاره و إن لم یتمکن من الفسخ انفق بینة الرجوع علی المالک و رجع إلیه من دون افتقار إلی الأشهاد و فی سماع قوله من دون بینة للرجوع وجهان.

ثانی عشرها ادعاء المالک خیانة العامل أو سرقته:

إذا ادعی المالک أن العامل قد خان أو سرق أو فرط أو تعدی فتلف المال من اصل أو ثمرة أو ارض نابت فیها فأنکر العامل کان القول قوله بیمینه لأمانته و لو أقام البینة سمعت بینة المالک و هل یسمع دعوی المالک فی تلک الأمور علی جهة الإطلاق

ص: 20

أو الإجمال لأنه قد یفتقر إلیه المدعی و لا مندوحة عنه فیسمع قوله و یثبت علیه بالبینة ما یراه الحاکم أو لا تسمع إلا مع البیان للأصل وجهان و إذا ثبت خیانة العامل عند الحاکم فإن ضم المالک إلیه أمینا من مال المالک جاز و لا کلام و إن لم بضم فأراد رفع ید العامل لحفظ ماله و ما لا یتم به الشی ء حکمه حکمهُ أو لا یلزم لان الناس مسلطون علی أموالهم و حصته المشاعة ماله فلا یجوز رفع یده عنها و ترجیح حق المال علی حق العامل ترجیح من دون مرجح و الثانی أقوی و علی الأول فهل للمالک بعد رفع یده الاستئجار من ماله خاصة عاملا یقوم مقامه فی بقیة الأعمال أو من المال المشترک بینهما لکونه بعد رفع یده بمنزلة العاجز عن العمل أو لیس له لا من الأصل و لا من المشترک لأصالة عدم تسلط الإنسان علی أموال غیره و المالک علیه أن یحفظ ماله و العامل علیه الحفظ فی عقد المساقاة من غیر لا عن نفسه مع احتمال أن المالک إذا لم یتمکن من الحفظ و لو بوضع حافظ آخر معه أو بوضع نفسه جاز الأخذ من ماله و الاستئجار عنه لتعذر عمله حینئذ لانصراف عمل العامل إلی ما لا یفسد فی عمله فلو کان مفسدا فی عمله کان بمنزلة العاجز و هو جید.

ثالث عشرها الاختلاف فی قدر حصة العامل:

لو اختلفا فی قدر حصة العامل کان القول قول المالک بیمینه لأصالة تبعیة النماء لملکه سوی ما قطع بخروجه عنه و یحتمل التحالف لادّعاء کل منهما شیئاً خاصاً بنفیه الآخر و لا دعاء کل منهما ملکاً علی الآخر من عمل علی وجه خاص و من حصة خاصته و الآخر بنفیه و لو اختلفا فی الخارج عن الثمرة انه لأیهما فالقول قول المالک و لو اختلفا فیما یدخل فی الثمرة و فی الثمرة نفسها و لم یذکر قدر الحصة فیختلفان فیها کان بینهما نصفین لاستواء یدهما علیه مع احتمال تقدیم قول المالک لان ید العامل متفرعة علی یده و علی قدر شرطه و لو اختلفا فی قدر ما سوقی علیه من الأصول فالقول قول المالک و لو اختلفا فی الصحة و الفساد فالقول قول مدعی الصحة إذا لم یثبت مالا و حکما شرعیا بنفیهما الأصل الاستصحابی و إلا ففی تقدیم قول مدعی الصحة و عدمه وجهان و لا یبعد الأول و لو اختلفا فی قدر العمل المشترط کان القول

ص: 21

قول العامل مع احتمال التحالف فإن أقام کل منهما بینه قدمت بنیة العامل مع احتمال التعارض و الترجیح أو القرعة و لو تعدد المالک أو العامل فشهد أحد المالکین علی الآخر أو أحد العاملین کذلک قبلت شهادته لأن الشریک لا تسمع شهادته لشریکه فی مورد الشرکة و تسمع علیه.

خاتمة

یصح الاستئجار علی العمل فی الأصول بجزء من الثمرة أو بکلها مع العلم و معرفة قدر العلم لأن المقصود هو العمل فی الأصول و تنمیتها و الثمرة من التوابع و لا یجوز الاستئجار علی مساقاة الأصول بنفس الأصول کما لا یصح الاستئجار علی الزرع لدخول تلک المعاملة فی السفه فلا یشملها دلیل صحة الإجارة و لو ساقاه علی شجر و زراعة علی أرض کفی قبول واحد و أن أخذ أحدهما شرطاً فی الأخر جاز و هل یقوم مقام عقد المساقاة و عقد المزارعة الصلح علی عملهما بحصة من الحاصل وجهان و فی جوازه بحث للشک فی اغتفار مثل هذه الجهالة فی الحصة و العمل و کونها غیر متحققة فی الخارج فی الصلح و عموم دلیله بحیث یشمل هذا الفرد لا یخلو من إشکال و هل تقوم مقامهما الجعالة بناءً علی اغتفار الجهالة فیها و اغتفار عدم التحقق وجهان أیضاً و المنع أولی و أظهر.

تم کتاب المزارعة و المساقاة و الحمد لله أولًا و آخراً و الصلاة و السلام علی أشرف الأنبیاء محمد و آله الأطیاب. و یتلوه کتاب الضمان قد وقع الفراغ من التحریر صبیحة یوم الخمیس من شهر ربیع المولود سنة 1333.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.